إذا نظرنا إلى واقع القصة المغربية اليوم، فإننا نجد أنفسنا أمام بئر تزداد عمقاً، وتعد بمياه كثيرة. لقد مرّ زمن غير يسير على هذا الجنس الأدبي في المغرب، و أصبحت مدونة القصة المغربية اليوم، أكثر نضجاً، وحالها أصبح أفضل من حالها في دول عربية عدة. ولعل هذا الأمر يرجِعُ بالأساس إلى التراكم المهم الذي حقَّقَتْهُ النصوص القصصية المغربية وعديد الأسماء التي تكتب في هذا المجال منذ الستينات مثل إدريس الخوري والمرحومين محمد زفزاف ومحمد شكري وخناثة بنونة وعبد الكريم غلاب... مروراً بأحمد زيادي وأبي يوسف طه وصولاً إلى نصوص زهرة زيراوي ومصطفى المسناوي وأحمد بوزفور الذي يُعتبر اليوم أهم اسم يمثل القصة المغربية ويرسم ملامح شخصيتها الأثيرة، ثم بعد كل هؤلاء، كتّاب الجيل الجديد الذي برعوا في هذا الجنس وأولوه كل العناية.
في التراث العربي الكثير من قصص العشق والهيام، منها ما انتهى نهاية سعيدة ومنها ما وصل إلى طريق مسدود ومات الحبيب في نهاية الأمر بشكل مأساوي. وهي من القصص الشهيرة بطلها عنترة بن شداد من قبيلة بني عبس وعبلة وهو ذلك الفارس الذي بزّ الأعداء في حرب داحس والغبراء، وأمه كانت جارية، وبعد أن أثبت قدراته في الحروب، ألحق نسبه ببني عبس وأصبح من الأحرار بحسب تقاليد ذلك الزمان. وقد أحب عنترة ابنة عمه عبلة بنت مالك، ولكن المنال لم يكن سهلاً إلى أن أنجز مهمة أسطورية


