كتاب “أنا أتخيل” للمفكر الفرنسي جان باتيست بروني يقترح فهما مغايرا للمتن الرشدي، يتجاوز مفهوم “العقل” الذي توقف عنده الدارسون السابقون لفلسفة ابن رشد، متجها نحو العناية بمفهوم “الخيال”. وهو الكتاب الجديد للمفكر الفرنسي والذي يعيد اكتشاف عبقرية فيلسوف قرطبة، وتصوره للعقل، بوصفه قوة مشتركة لدى الإنسانية، بينما كان الخيال عنده هو الباعث على التفكير… على أساس أن التفكر ليس نتاجا نهائيا للعقل، بل هو نتاج الخيال. بعد أربعة كتب عن ابن رشد، منذ “تغيير الموضوع : تفكر ابن رشد”، وصولا إلى “ابن رشد المقلق”، يأتي الكتاب متوجاً لمسار أحد أهم المتخصصين المعاصرين في الرشدية...
ولدت مجلة الجديد الأدبية الشهرية في خضم زمن عربي عاصف شهد زلزالاً اجتماعياً وثقافياً وسياسياً مهولاً، ضرب أجزاء من الجغرافيا العربية، وبلغت تردداته بقية الأجزاء، وأسمعت أصداؤه العالم. وعلى مدار أعوام منذ أن خرج التونسيون يرددون « الشعب يريد » باتت الوقائع اليومية لما سيُعرَّف لاحقاً بأنه « ربيع عربي » خبراً عالمياً يومياً، وموضوعاً مغرياً للسبق الصحافي نصاً وصوتاً وصورة. في هذا الخضم العارم ولدت ثقافة الشارع، ويا لخطر تلك التسمية والتباسها، ثقافة الشارع، هل هي حقاً ثقافة شارع أم ثقافة شعوب. الهتاف واللوحة والملصق واللافتة والأغنية، والشذرات المكتوبة بلغات عربية شتى تتراوح بين الفصحى والعامية كان مسرحها مواقع التواصل الاجتماعي...