“إلى تحوت مخترِع الكتابة المجلل بالأسرار وملهم سلالة ممتدة من الفلاسفة والكُتّاب”. بهذا الإهداء إلى تحوت رب الكلمة المكتوبة في الحضارة المصرية القديمة تفتتح الكاتبة المصرية منصورة عز الدين مجموعتها القصصية “مأوى الغياب”، التي سوف تصدر خلال أيام عن داريّ سرد وممدوح عدوان للنشر والتوزيع. يضم الكتاب 16 قصة من بينها: “من خشب وهلاوس”، “قلعة الشمس”، “جبل الغيم”، “لا فريسة ولا صياد”، “واحة التيه” و"شجرة تشبه لؤلؤة". بالانتقال من قصة إلى أخرى يلاحظ القارئ أن الإهداء وثيق الصلة بأجواء الكتاب، كما يدرك الوشائج الرابطة بين النصوص، حيث تتكثف الصلات تدريجياً لتصل إلى ذروتها في آخر قصص المجموعة.
حكايات أصحاب الرسائل، التي كتبوها وضاعت مثلهم في البحر. لكنّها تستدعي رسائلَ أخرى، تتقاطع مثل مصائر هؤلاء الغرباء. هم المهاجرون، أو المهجّرون، أو المنفيُّون المشرَّدون، يتامى بلدانهم التي كسرتها الأيَّامُ فأحالت حيواتِهم إلى لعبة “بازل”. ليس في هذه الرواية من يقين. ليس مَن قَتَلَ مجرمًا، ولا المومسُ عاهرةً. إنّها، كما زمننا، منطقة الشكّ الكبير، والالتباس، وامِّحاء الحدود... وضياع الأمكنة والبيوت الأولى. هدى بركات: روائيَّة لبنانيَّة، تُرجمتْ رواياتُها إلى لغاتٍ عديدة، ووصلتْ إلى اللائحة القصيرة لجائزة “مان بوكر إنترناشونال برايز 2015” التي تُمنح عن مجمل أعمال الكاتب أو الكاتبة مرَّةً كلّ سنتين.


