في ثلاث لوحات متجاورة، وفاضحة تظهر القاهرة في ثمانينيات القرن العشرين، وفي تسعينياته، ثم في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مثلما تراها فتاة من مواليد أواخر السبعينيات، تروي حكاية نشأتها وتكوّن وعيها على قناتي التلفزيون المصري وأفلام الفيديو في الثمانينيات، ثم في الجامعة الأميركية ومجتمع وسط البلد وسط طوفان الإرهاب في التسعينيات، وصولا إلى زخم القاهرة السياسي الذي بلغ ذروته في ثورة 25 يناير. رواية تدور في قيظ ثلاثة من أصياف القاهرة، تحكي فيها ياسمين الرشيدي فتغري بما وراء الحكايات، وتعرض للسياسة فلا يعنيها إلا أثرها على البشر، وتنتبه إلى التفاصيل الصغيرة لكنها أكثر انشغالًا بالبانوراما...
حكايات أصحاب الرسائل، التي كتبوها وضاعت مثلهم في البحر. لكنّها تستدعي رسائلَ أخرى، تتقاطع مثل مصائر هؤلاء الغرباء. هم المهاجرون، أو المهجّرون، أو المنفيُّون المشرَّدون، يتامى بلدانهم التي كسرتها الأيَّامُ فأحالت حيواتِهم إلى لعبة “بازل”. ليس في هذه الرواية من يقين. ليس مَن قَتَلَ مجرمًا، ولا المومسُ عاهرةً. إنّها، كما زمننا، منطقة الشكّ الكبير، والالتباس، وامِّحاء الحدود... وضياع الأمكنة والبيوت الأولى. هدى بركات: روائيَّة لبنانيَّة، تُرجمتْ رواياتُها إلى لغاتٍ عديدة، ووصلتْ إلى اللائحة القصيرة لجائزة “مان بوكر إنترناشونال برايز 2015” التي تُمنح عن مجمل أعمال الكاتب أو الكاتبة مرَّةً كلّ سنتين.


