تُحيك الرواية خيوطها من قصة بُنيت عليها قصص أخرى فكان العمل مزيجا من الحب والواقع الاجتماعي والسياسي في إطار أدبي وفلسفي. البطلة مريم فتاة عربية تحدثنا الكاتبة عن قصتها في انتقال زمني بين الماضي القابع في دفتر مذكراتها، وبين الحاضر والآتي اللذين تطاردهما ويطاردانها في لعبة الزمن دوما. تذهب مريم عادةً كل أسبوع إلى مطعم محدد في مكان محدد وتطلب شطيرة البرجر المقسومة نصفين، وفي كل مرة يشاركها أحدهم النصف يحكي لها قصته “فيتناصفون الحديث عن أنصافهم”. الرواية تحمل وجوهاً عديدة، أوطانا وثقافات ولهجات مختلفة، ولكنها تجمع هذه الوجوه حول شيء واحد؛ الحنين إلى النصف أو البحث عن النصف، في محاولة الإنسان إيجاد نصفه الآخر.
حكايات أصحاب الرسائل، التي كتبوها وضاعت مثلهم في البحر. لكنّها تستدعي رسائلَ أخرى، تتقاطع مثل مصائر هؤلاء الغرباء. هم المهاجرون، أو المهجّرون، أو المنفيُّون المشرَّدون، يتامى بلدانهم التي كسرتها الأيَّامُ فأحالت حيواتِهم إلى لعبة “بازل”. ليس في هذه الرواية من يقين. ليس مَن قَتَلَ مجرمًا، ولا المومسُ عاهرةً. إنّها، كما زمننا، منطقة الشكّ الكبير، والالتباس، وامِّحاء الحدود... وضياع الأمكنة والبيوت الأولى. هدى بركات: روائيَّة لبنانيَّة، تُرجمتْ رواياتُها إلى لغاتٍ عديدة، ووصلتْ إلى اللائحة القصيرة لجائزة “مان بوكر إنترناشونال برايز 2015” التي تُمنح عن مجمل أعمال الكاتب أو الكاتبة مرَّةً كلّ سنتين.


