في التراث العربي الكثير من قصص العشق والهيام، منها ما انتهى نهاية سعيدة ومنها ما وصل إلى طريق مسدود ومات الحبيب في نهاية الأمر بشكل مأساوي. وهي من القصص الشهيرة بطلها عنترة بن شداد من قبيلة بني عبس وعبلة وهو ذلك الفارس الذي بزّ الأعداء في حرب داحس والغبراء، وأمه كانت جارية، وبعد أن أثبت قدراته في الحروب، ألحق نسبه ببني عبس وأصبح من الأحرار بحسب تقاليد ذلك الزمان. وقد أحب عنترة ابنة عمه عبلة بنت مالك، ولكن المنال لم يكن سهلاً إلى أن أنجز مهمة أسطورية
تروي نجاة قصة استقبالها لقصيدة قباني فتقول إنها فتحت باب شقتها لتستقبل ساعي البريد الذي قدم لها رسالة من نزار، وعندما فتحت الرسالة وجدت بها قصيدة اسمها “أيظن”. وتضيف، وفق ما ذكرت لصحيفة سورية عام 1966، “أحسست بعد قراءة هذا الشعر أن هناك كنزا بين كلمات هذه القصيدة، ولكن العثور عليه كان يتطلب صعوبة كبيرة”، معترفةً بأنها لم تستقبل القصيدة بارتياح، لأن مفرداتها صعبة ولم يسبق لها أن غنت بتلك اللغة، فقدمتها للموسيقار كمال الطويل تسأله عنها وعن إمكانية تلحينها، فأجاب مُستغرباً: “إيه ده!”، ومثله فعل الملحن محمد الموجي، رافضين تلحينها. وقت خروج الأغنية للنور، وفق ما تقول نجاة، لم يكن نزار متواجدا في مصر.
شغلت المسألة النسوية حيّزاً في اهتمامات أهل الثقافة والرأي، في الربع الأخير من القرن التاسع عشر والثلث الأول من القرن العشرين، ولا تزال هذه المسألة تطل برأسها بين فترة وأخرى، في هذه المنطقة من العالم، منذ ذلك التاريخ حتى.
مناسبة هذا الكلام صدور كتاب «نظيرة زين الدين رائدة النسوية الإسلامية» باللغة الإنكليزية، للكاتبة الأميركية ميريام كوك، أستاذة الثقافات العربية في جامعة دوك. والكتاب هو الثلاثون في سلسلة «بناة العالم المسلم» التي تصدرها منشورات «عالم واحد» في أوكسفورد.
الرقص هو اللغة البكر أو الخطوات الغريزية الأولى التي ترافق الموسيقى، فمثلاً لا يستطيع طفل صغير أن يقاوم لحناً شجياً، سيرقص أو يجري وربما سيقفز ضاحكاً فوق السلالم الموسيقية… روح الطفل الطازجة وأقدامه المتحررة من العيب والحرام هما سر الرقص وجوهره. فلا شيء يمنح الإنسان احساساً بالحرية كالرقص، الأيدي التي تتحول في لحظات إلى أجنحة، والأجساد التي تقترب من السماء تاركة الأرض ترن تحت الأقدام الراقصة، والكرة الأرضية التي تستدير على شكل حلبة رقص واسعة.
يروي بعض غلاة الفنانة صباح أنّها سُئلتْ مرّة، لماذا لم تقدّم أغاني سياسية؟ أجابتْ: “امبلى غنيت عالعصفورية، لَيْشْ هيدي شو؟”.. بالطبع خبرية اعتبار اغنية “العصفورية” سياسية، طرفة من طرائف الفنانة صباح المرحة والمحبّبة، التي تصف بشكل عفوي الواقع اللبناني المزري، من دون ادعاءات وتفكرات، خصوصاً في مرحلة الحرب والصراع السياسي المحتدم، إذ بات المنطق السائد كله عصفورية... ثمّة من يقول إن الأغنية تشير إلى العشق الذي يوصل إلى مرحلة “الجنون”، وهذا احتمال منطقي... لكن الرواية الموثقة في إحدى المجلات، تشير إلى أنه في أواخر الخمسينيات قرر فيلمون وهبي، والشاعر الغنائي عبدالجليل وهبي، الذهاب إلى بحمدون...
يعتبر البعض أن أدونيس من أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل. فمنذ أغاني مهيار الدمشقي، استطاع أدونيس بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج أبداً عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية. استطاع أدونيس أن ينقل الشعر العربي إلى العالمية. ومنذ مدةٍ طويلة، يرشحه النقاد لنيل جائزة نوبل للآداب. كما أنه، بالإضافة لمنجزه الشعري، يُعدّ واحداً من أكثر الكتاب العرب إسهاما في المجالات الفكرية والنقدية (راجع الفقرات اللاحقة) بالإضافة لإتقانه الرسم وخاصة بالكولاج...
تقول الكاتبة المكسيكية نعيمة أتاموروس :” إنّ “السكّرية” التى نشرت في القاهرة أوّل مرّة عام 1957 وهي تعالج الجيل الثالث لأسرة عبد الجواد، نجد فيها الكثير من المظاهر السياسية، والإجتماعية،والصراعات الأسرية في مصر بين 1935 -1944.وتضيف: إنّ صورة عبد الجواد وأسرته في هذه الرواية هي إنعكاس واضح، وتصويردقيق للعديد من العائلات المصرية التي عاشت في ذلك الوقت فى مختلف مناطق البلاد وضواحيها ونواحيها “. ويرى الكاتب المكسيكي” ألبرتو سانشيس ” من جهته : “أنّ أدب نجيب محفوظ يتعمّق فى إستكناه الكائن البشري ويحلّله تحليلاً دقيقاً أبعد ممّا يمكن أن يقوم به أيّ أخصّائي فى علم الإجتماع، أوفى علم النفس أو أيّ مؤرّخ...
المقاهي عادة قديمة عند العرب، ربما ليس تماما بمفهوم المقهى الذي نعرفه اليوم، لكن كانت للعرب مجالس نقاش سياسي أو ثقافي أو أدبي شهيرة، منها خرجت فكرة المقهى، الذي كان يجمع أغلب المثقفين والباحثين عن الأخبار الجديدة وغيرها، لكن كل ذلك تغير اليوم واندثرت المقاهي القديمة وتراجع نشاطها لصالح مقاه جديدة لا تسعى إلا إلى الترفيه والاستهلاك. المقاهي البغدادية بصيغتها العثمانية كانت ممرا للوقت والتسلية طيلة عقود من السنوات حتى نهاية الأربعينات من القرن الماضي، عندما أصبحت ظاهرة وعلامة من علامات التحولات السياسية والأدبية.
بالإضافة إلى أسماء الكتّاب الآنفة الذكر نجد العديد من الأسماء الأخرى التي تتوزّع على الخريطة الأمريكية بعضها يتعاطى الكتابة الأدبية والتأليف، وبعضها الآخر يميل لقرض الشعر ،كما أن هناك من إتجه إلى مجالات إبداعية أخرى تشكيلية،وفنيّة، وتمثيلية إلخ،..من هذه الأسماء نذكر من (المكسيك) علي شوماسيرو، وهو من بلد نجاريت المكسيكية ،وله إسهامات كبيرة في هذا المجال، وكان يحظى بتقدير من طرف الكتّاب والنقاد،كما أن هناك ناقداً سينمائياً ممتازاً يُدعى ” نايف يحيى” وهو من أصل فلسطيني، وهو من أكبر نقاد الفنّ السابع فى المكسيك ، وهناك كذلك الرسّامة التشكيلية، والكاتبة اللاّمعة الرّاحلة “إكرام أنطاكي”...
يعتبر الطبل آلة قديمة فهو معروف منذ عام 6000 قبل الميلاد وكان للطبل أو بعض أنواعه منزلة كبرى عند قدماء السومريين والبابليين في بيوت الحكمة وفي الهياكل الدينية وكان صوت الطبل الكبير بالاق يعني دعوة الآلهة لأن يفرض هيبته على سكان الأرض لكي يسمعوا صوته ويخشعوا لسماعه لأنه الملهم لسائر أعمال الخير والمبرات وكانوا يخصصون للطبل الكبير المقدس الذي لا يفارق الهيكل حارساً برتبة كاهن عظيم حتى أن لقب حارس الطبل المقدس كان يعتبر من أهم الألقاب...
اللؤلؤ إفراز صلب كروي يتشكل داخل صدفة بعض أنواع الرخويات والمحار وتصنف من الأحجار الكريمة. تفرز تلك المادة من خلايا الظهارية (في الطية أو في فص أو فصان في الجدار المبطن للمحارة في الرخويات) وهو نسيج ستائري بين الصدفة والجسم، ويفرز في طبقات متتابعة حول جسم مزعج عادة ما تكون طفيليات في حالة اللآلئ الطبيعية يعلق في النسيج الناعم للمحار. اللؤلؤة تبنى من طبقات من الأرجونيت أو الكالسيت (كربونات الكاليسوم المتبلورة) وتمسك الطبقات ببعضها البعض بمادة كونكيولين (مادة عضوية قرنية قشرية صلبة) وتركيبها مشابه لتركيب عرق اللؤلؤ الذي يشكل الطبقة الداخلية لصدفة المحار.
تجدر الإشارة أنّ كلمة “العطّار” أو عطَّار اسم معروف ومُستعمل ومُتداوَل في مختلف البلدان منذ قديم الأزمان ،وهو موجود على وجه التقريب في جميع البلدان العربية ،وهناك العديد من الكتّاب، والشّعراء، والشخصيات المرموقة التي تحمل هذا الاسم في لبنان والمغرب ، فضلاً عن السعودية، وفلسطين، والاردن، وسورية، واليمن، وتركيا، وإيران، وليبيا، وتونس والجزائر إلخ، والعطّار فى الأصل يعني - كما هو معروف - : بائع العِطْر أو العطور، أو صانع العِطْر أو العطور، ونحن نشتري البُخورَ، وعَرْفَ العُود والندّ من عند العطَّار.
وظهرت بحوث جديدة بدأت تكشف النقاب عما يعرف بـ”داء التخزين الرقمي”، المتمثل في عدم التخلص من أي ملفات، سواء على المستوى المهني أو الشخصي، تتراكم على الأجهزة، وهو ما ينتج قلقا وضيقا كالذي يتسبب فيهما مرض تخزين الأشياء الفعلية، ناهيك عما ينطوي عليه الأمر من مخاطر تتعلق بأمن المعلومات للأفراد والشركات وصعوبة العثور على الملفات في ظل تزايد كمّ التخزين الرقمي. وورد ذكر مصطلح “داء التخزين الرقمي” لأول مرة عام 2015 في ورقة بحثية عن رجل هولندي دأب على التقاط الآلاف من الصور الرقمية يوميا وقضاء الساعات في تجهيزها على الكمبيوتر...
من أسرة ريفية متواضعة ومن قرية صغيرة في مصر، انطلق طه حسين (1889-1973) متجاوزا عقبات فقدان البصر والفقر والجهل إلى جامعة الأزهر ثم إلى الجامعة المصرية، وبعدها إلى الجامعة الفرنسية، ليعود أستاذا ثم عميدا للجامعة المصرية، وبعد ذلك وزيرا للمعارف صاحب مقولة “التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن”. مثقفنا هذا ليس مشهورا فقط بمقولته هذه؛ فهو أديب وناقد أدبي ومفكر له مؤلفات عديدة، ترك من خلالها البصمة الكبرى في الأدب العربي الحديث. ملأ الدنيا وشغل الناس، خصوصا بآرائه الجريئة ومعاركه الأدبية والفكرية المتعددة. فأيام صاحبنا لم تكن أياما ساكنة هادئة، وإنما أياما ثائرة مثيرة صاخبة...
Les peuples d’aujourd’hui ont tendance à projeter dans le passé leur existence pour ainsi définir ce que l’on appelle un « roman national », autrement dit un itinéraire historique partant du plus ancien pour aboutir à la fin de l’histoire que constitue le temps présent dans une logique d’accomplissement progressif. Il en a été ainsi des Français qui ont inventé dans la seconde moitié du XIXe siècle « nos ancêtres les Gaulois » dotés d’un certain nombre de caractères qui auraient persisté.
La question est encore plus compliquée au Proche-Orient qui a la plus longue histoire connue et dont les contours étatiques actuels ont juste un siècle. Ces contours sont encore partiellement discutés, même si ces réalités se sont solidement imposées dans les faits. Les divisions, voire les fractures de la société libanaise n’ont même pas permis de constituer un roman national et il n’existe pas de manuel scolaire accepté par l’ensemble des composantes libanaises. Il faut donc reprendre les éléments de base qui ont servi à la constitution du Grand Liban, le 1er septembre 1920...
La célébration cette année du centenaire de la proclamation, ou de la reformation, du Grand Liban, le 1er septembre 1920, est passée inaperçue du fait de la profonde crise économico-financière et de la pandémie due au coronavirus. Pourtant, nombre de Libanais, surtout parmi la génération montante, sont peu ou mal informés des circonstances historiques et des multiples conditions objectives qui ont conduit, d’abord, à une lente émergence à travers les siècles d’une spécificité psychosociale ou d’une « personnalité » libanaise et, ensuite, à la naissance du Grand Liban dans sa forme actuelle.
Ce manque d’informations à cet égard a conduit certains observateurs ou encore de simples citoyens à s’interroger, à la lumière des bouleversements de ces dernières décennies, sur le bien-fondé du Grand Liban. Celui-ci est-il une entité artificielle ou repose-t-il au contraire sur des fondements objectifs solides ?
Texte d’Eléonore Cellard et Saleh al-Mahdî ben Hammouda. Eléonore Cellard est post-doctorante au Collège de France. Elle mène des recherches sur la matérialité et les textes des plus anciens manuscrits du Coran. Contribuant à divers projets scientifiques, elle travaille sur de nombreuses collections nationales, préservées en France, Russie ou en Egypte. Saleh al-Mahdî ben Hammouda est docteur spécialisé en sciences et techniques de la gestion et de la protection des manuscrits et des documents. Il est directeur du Laboratoire National de Conservation et de Restauration des manuscrits (Tunisie).
La mosquée de Kairouan et la découverte de sa bibliothèque
Fondée par ‘Uqba ibn ‘Amir en 671 de notre ère (30 de l’Hégire), la Grande mosquée de Kairouan a été reconstruite à de nombreuses reprises. Il ne subsiste presque rien du bâtiment d’origine, entièrement remanié entre le 8e et le 11e siècle...
Comment les sociétés proche et moyen-orientales réagirent-elles face aux épisodes épidémiques qui touchèrent durement la région à travers l’histoire ? Dans quelle mesure les épidémies modifièrent-elles l’évolution du Moyen-Orient ? Des historiens, des linguistes et des philosophes répondent à nos questions.
مجلة الدراسات الفلسطينية هي مجلة فصلية، تصدر بالعربية عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت منذ سنة 1990 وتوزع في البلاد العربية والعالم. ويتم إعادة طباعتها في رام الله لتوزع في فلسطين. وهي منبر مستقل لمناقشة وتقويم آخر تطورات القضية الفلسطينية واحتمالات المستقبل إضافة إلى رصدها التحليلي لسياسات إسرائيل واستراتيجياتها وأوضاعها الداخلية.
تستقطب المجلة كلاً من الباحثين المخضرمين والناشئين على السواء المختصين في هذا الموضوع، وتشكل حلقة اتصال فكري حيوي بين الجامعيين والباحثين الفلسطينيين في الداخل والخارج من جهة، وبينهم وبين الباحثين العرب المعنيين من جهة أخرى.
صدر حديثاً العدد 123 - صيف 2020 - من مجلة الدراسات الفلسطينية
Brèves
لم يكن الاختيار سهلاً في زمن حُكم على الناس أن تلوذ في منازلها اتقاء لجائحة عطّلت كل مناحي الحياة ودبّت الرعب في أنحاء العالم الذي كشف عن وهنه أمام غضب الطبيعة. هكذا شهدنا إصابة الملايين بفايروس كوفيد 19، وموت مئات الآلاف، وكأننا نعيش داخل فيلم من أفلام الخيال العلمي. أما في “مجلة الدراسات الفلسطينية” فكان الخيار عدداً مرجعياً خاصاً عن “زمن الوباء”، وزع أخيراً في الأسواق، نخوض فيه غمار رحلة في تاريخ الأوبئة وأبعادها الفكرية والأدبية.
ففي تاريخ الأوبئة يكتب كل من: خالد فهمي عن تأسيس نظام الصحة في مصر؛ وتتناول ناهد جعفر تاريخ الأوبئة “من عمواس إلى كورونا”؛ ويكتب فاروق مردم بك عن الأوبئة في الدولة العثمانية؛ وسليم تماري عن طاعوني عمواس ويافا؛ ووسام سعادة عن “الجذام وسحره ورُهابه”؛ وسلمان أبو ستة عن الأوبئة في فلسطين.
وفي الفكر، يكتب رائف زريق “تداعيات فكرية في زمن كورونا”؛ وفواز طرابلسي “تأملات كورونية: قابيل وإنكيدو وجورج حاتم”؛ وللأوبئة ما تتركه من أثر في الهندسة نراها في مقالة جاد تابت “هندسة الأوبئة”؛ والعولمة جعلت العالم “قرية كورونية” وفق فادي بردويل"؛ أمّا فلسطينيي لبنان الواقعين بين حدّي الإقصاء والاستثناء فواقعهم هذا لم يتغير، كما يكتب أنيس محسن؛ ويكتب غسان أبو ستة عن “الانسان المستباح” في غزة في زمن كورونا؛ كما يكتب صبحي حديدي عن “بونابرت في يافا: تلفيق الإمبراطورية وطاعون الاستشراق”.
وفي الأدب في “زمن الوباء”، يأخذنا الياس خوري إلى قراءة لأشهر الروايات التي تناولت الأوبئة، وتتحدث أحلام بشارات عن “عزلة الفلسطيني”.
والوباء ليس مصاباً صحيّاً فقط، إنما سوف يترك أثره الاقتصادي على كل دول العالم، ومن ضمنها الاقتصاد الفلسطيني الذي يكتب عنه طارق صادق. وفي شهادة لها، تقدم همّت زعبي “تأملات في زمن كورونا: حيفا، برلين، وسؤال المدن الثقافية”. وفي العدد أيضاً تقارير: يتناول في أحدها وديع عووادة تجربة بلدة دير الأسد التي ضربها وباء كورونا؛ ويطلعنا أيهم السهلي على وضع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خلال أزمة كرونا؛ ويكتب مهند عبد الحميد عن “الاستجابات والتحولات الفلسطينية في زمن كورونا”.
وكان لزاماً أن يتضمن عددنا الخاص أيضاً، تحيّة لقائدين رحلا بصمت في زمن الحجر: محسن إبراهيم، ورمضان شلّح. كما نتذكر أحد مؤسسي جامعة بير زيت، رمزي ريحان.
في عام 1709، كان الشابُ حنا دياب، ابن مدينة حلب، قد قرّر مرافقةَ الرحالة الفرنسي أنطوان غالان في رحلته إلى مارسيليا. في هذه الرحلةِ، التي حُقِّقت قبل سنواتٍ في جامعةِ ساوباولو البرازيلية، ونُشِرت عن دار الجمل، سيروي لنا دياب عن يومياتهِ والأحداث الغريبة التي شاهدها في طريقهِ. كان دياب قد بدأَ بتدوينِ هذه الرحلة بعد قرابة 50 سنة على قيامهِ بها، ولذلك نسي أن يخبرنا أنّه، وفي ليالي السفر، كثيراً ما كان يقضي الليلَ مع غالان، وهو يروي له قصصاً من «ألف ليلة ليلة»؛ إذ لم يكن هذا الشابُ الماروني، الذي رفض حياةَ الرهبنة، شخصاً عادياً، بل كان حكواتياً يتمتعُ بموهبة القصّ والروي. كان غالان يستمعُ له بشغفٍ، ليس فقط لسحرِ تلك الحكايا وأحداثها العجيبة، التي عادةً ما تُغري المستمعَ، بل لأنّه كان قد قدمَ إلى الشرقِ ليبحث عن قصصٍ وحكايا تكملُ مخطوطته الناقصة عن ألفِ ليلة وليلة. وهذا ما سيجده مع دياب الذي سيقصُّ عليه حكايا طريفة لم يسمعها من قبل، مثل حكاية «علي بابا والأربعون حرامي»، وحكاية «علاء الدين والسراج المسحور»، ما مكّنه من إكمال جمعهِ وترجمته لهذه الليالي، بيدَ أنَّ غالان لم يتوقع أن تؤدي هذه الترجمة إلى فتحِ القمقم من جديد، إذ أخذَ القرّاءُ الباريسيون ينادونه ويطالبونه بحكايا جديدة. وكما يلاحظُ محسن جاسم الموسوي في كتابه «ألف ليلة وليلة في الغرب»، فقد استطاعت هذه الحكايا اختراقَ أوساطٍ تقليديةٍ، ولذلك حاولَ بعض سدنةِ الذوق الحصيف، والمتشدِّدون منعَ أبنائهم من قراءةِ هذه النصوص، بيدَ أنّهم لم ينجحوا في هذه الخطوة، بل إنّ بعضهم وجدَ نفسه فريسةً لسلطانِ الحكايةِ، التي كان قد استسلمَ لها شهريارُ، ملك الزمانِ...