استطاع الفنان المصري عادل إمام أن يحفر لنفسه مكانة مميزة في كل دور يضَّلع به، فيجعل المشاهد يخرج من دور العرض متذكِّرًا الدور الذي قام به
ملامح شرقية لفتى أسمر متوسط القامة ذو ضحكة عريضة ولفتات كوميدية خاصة به، ولا تنطبق عليه مواصفات النجم الوسيم أو “الجان”، وكذلك لا يمكن أن يكون يلعب دور الفتوة الشرس بجسده الضئيل النحيل، ولكن مع كل هذا استطاع أن يدخل عالم التمثيل، ويغزو أفلام السينما ويفرض وجوده وسط كوكبة من كبار النجوم.
أغرب ما في الأمر أنه في بداياته قبل أن يصل لمرحلة النجومية استطاع أن يحفر لنفسه مكانة مميزة في كل دور يضَّلع به، فيجعل المشاهد يخرج من دور العرض متذكِّرًا الدور الذي قام به، بل ويضحك عليه بشكل منفرد وليس في سياق العمل الفني؛ أي انه يستطيع أن يجعل من دوره بؤرة ضوء في العمل الفني، بعبارة أخرى “منوَّر” بلغة السينمائيين. أما الأغرب من كل هذا وذاك فهو استطاعته أن يجعل المشاهد يصدق ما يقدمه من أدوار: فصدق المشاهد أن وسامته لا توصف عندما قدم دور “الجان”، وكذلك لم يشك في لحظة أنه قويّ وله قدرة على التغلب على رجال أشداء أقوياء البنية. هذه القدرة الفريدة على اللعب على أوتار الجمهور والتي قلَّما تتوافر في فنان توافرت في الفنان الأسطوري عادل إمام الذي استطاع أن يتربع على عرش الكوميديا ما يربو على (41) الواحد وأربعين عامًا ضاربًا بذلك رقمًا قياسيًا عالميًا...
رابط : مقال نعيمة عبدالجواد على موقع ميدل ايست اونلاين (meo)